أصبح الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو حديث الساعة في الوسط الرياضي الإسباني والأوروبي والعالمي بعد تألقه الأسطوري خلال مباراة ريال مدريد وملقا
أصبح الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو حديث الساعة في الوسط الرياضي الإسباني والأوروبي والعالمي بعد تألقه الأسطوري خلال مباراة ريال مدريد وملقا، وتصديه ببراعة لـ13 فرصة هدف محقق، لكنه لا يزال يبرهن على أنه أحد أكثر اللاعبين المظلومين في العالم.
من يتابع مستوى كاباييرو في السنوات الماضية، يعرف أن تألقه أمام ريال ليس وليد صدفة أو طفرة لحظية، بل اذا قيل أنه ظهر بمستواه العادي فلا يمكن اعتبار ذلك مبالغة.
كاباييرو (32 عاما) هو العنصر الأبرز بالجيل الذهبي لفريق ملقا، الذي بلغ المربع الذهبي بالليغا لأول مرة في تاريخ النادي الأندلسي الموسم قبل الماضي، وتأهل للمرة الأولى لدوري أبطال أوروبا، بل وحقق الاعجاز ببلوغ ربع النهائي، وكن قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدور الأربعة لولا النهاية الدرامية امام بوروسيا دورتموند الألماني، وصيف البطل مواطنه بايرن ميونخ، في الثوان الاخيرة.
لكن رغم ذلك يظل ويلي مجهولا بالنسبة لقطاع كبير من جمهور المستديرة الساحرة، حيث تتجاهله وسائل الاعلام، وبخاصة الإسبانية التي تصب تركيزها على صراع كاسياس-فالديس وحسب، رغم أن ما يقدمه الأرجنتيني ربما يفوقهما في المستوى، ولولا غياب الإنصاف لكان الحارس الأفضل في الليغا.
كذلك غاب كاباييرو عن ذهن مدرب المنتخب الوطني الأرجنتيني اليخاندرو سابيلا، الذي يفضل الاعتماد على سرخيو روميرو وماريانو أندوخار حارسي موناكو وكاتانيا في فرنسا وإيطاليا على الترتيب، رغم أن أداء كاباييرو أفضل منهما بمراحل.
مشاركات كاباييرو مع منتخب راقصي التانغو اقتصرت على مراحل الناشئين، حيث ساهم في الفوز بمونديال الشباب 2001 بخوضه مباراتي نصف النهائي والنهائي، فيما كان حارسا بديلا اثناء الفوز بذهبية أوليمبياد بكين 2004 ، ولم يخض أي مباراة مع المنتخب الأول.
ويلي استهل مشواره مع بوكا جونيورز، حيث ارتقى من قطاع الناشئين الى لفريق الأول عام 2002 ، لكنه ظل لمدة ثلاثة مواسم أسيرا لمقاعد البدلاء في ظل وجود الحارس الأساسي روبرتو أبودانزييري. ثم انتقل الى إلتشي الإسباني، الذي هبط الى الدرجة الثانية في 2006.
وربما لا يعرف الكثيرون بأن كاباييرو قرر اعتزال اللعب عام 2006 للتفرغ لرعاية ابنته "غييرمينا" المصابة بمرض السرطان، وبالفعل ظل بعيدا عن ممارسة الكرة لنحو ستة أشهر، قبل أن يمنحه شفاء طفلته حافزا كبيرا للعودة والتألق والتنازل عن دور الرجل الثاني لكي تفتخر به مستقبلا.
عاد الحارس الى مسقط رأسه بالأرجنتين ليكون بجوار ابنته، وفضل الانضمام لفريق أرسنال، لكن لم يشارك معه في أي مباراة، وبعد تعافي "غييرمينا" عاد الى إلتشي مفعما بالطاقة ليقدم مستويات متميزة على أرض الملعب.
انتهز كاباييرو فرصة العمر حين انضم الى ملقا شتاء 2011 مقابل 900 الف يورو فقط ليعوض إصابة الحارس سرخيو أسينخو، كما أجبر لاحقا الكاميروني كاميني على الجلوس احتياطيا له بعد أن أبهر الجميع بمستواه في حقبة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني ومن بعده الآن.
كاباييرو (كلمة إسبانية معناها الفارس) يعترف بأن إبنته كانت صاحبة الفضل في عودة الأمل اليه بعد الانهيار النفسي والمهني في حياته، ليصبح الآن رمزا لنادي ملقا، وواحدا من بين أفضل حراس العالم، في انتظار الحصول على التقدير الأكبر باستدعائه لمنتخب الأرجنتين في مونديال البرازيل الصيف المقبل.