الفريق الملكي كي يحارب لابد له من الحربة وهو يملكها ولكن سنها مقصوف مبرود بارد على المنافسين ويحتاج نصلا قاطعا!
يقتصر دور كريستيانو رونالدو على الانطلاق بالكرة والتسديد والتمرير بعد أن ابتعد عن المراوغة بشكل كبير خشية السقوط في فخ الاصابات .. وببراعة كبيرة نال لقب هداف الليجا بعد تسجيله 48 هدفا في المسابقة ولكن ريال مدريد لم ينل اللقب أو يقتنص المهاجم الصريح من سوق الانتقالات الذي بإمكانه حسم الجدل أمام المرمى.
وبات ريال مدريد بحاجة إلى نصل حاد لحربته كي يدفع بها في مقدمة معاركه الموسم القادم وال لاسيما أن كريم بنزيمة لم يقدم المستوى المطلوب بتسجيله 15 هدفا فقط طوال مباريات الليجا الإسبانية وهو رقم لا يلبي طموحات الجماهير الطامعة في لاعب لا يرحم شباك المنافسين.
والباحث في تاريخ ريال مدريد السنوات الماضية يجد الكثير من الاسماء التي كانت عامل الحسم أمام المرمى وفي مقدمتهم البرازيلي رونالدو وراؤول جونزاليس والهولندي رود فان نيستلروي وهم من الأوزان النسبية الكبيرة التي تضيف إلى خطوط الهجوم.
وجاء حصول رونالدو على لقب هداف الليجا ليؤكد أن التقصير في خط الهجوم لا يتحمله بدرجة كبيرة ولكن المهاجم الصريح هو المنوط دائما باقتناص الكرات واصطياد الركنيات العرضيات وهو ما لم يتكرر كثيرا مع لاعب مثل كريم بنزيمة أو المكسيكي هيرنانديز الذي راهن عليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني السابق للفريق ولكن خذله اللاعب ليعود إلى ناديه الأصلي مانشستر يونايتد.
وإذا ما اتخذنا من قائمة الهدافين في الدوري الإسباني معيارا لتحليل الأداء الهجومي لكل من ريال مدريد وبرشلونة ستميل الكفة دون أدنى شكل للنادي الكتالوني فرغم أن رونالدو هو متصدر الترتيب ولكن ثاني الهدافين في النادي الملكي هو كريم بنزيمة برصيد 15 هدفا ثم يأتي كل من خاميس رودريغيز وغاريث بيل ولكل منهما 13 هدفا.. أما برشلونة فيزخر بالمثلث الذهبي الذي يضم ميسي برصيد 43 هدفا و نيمار الذي أحرز 22 هدفا وسواريز الذي هز الشباك 16 مرة.
وكان تألق لويس سواريز مع برشلونة بمثابة المطرقة التي قرعت منضدة إدارة الريال بسبب التفكير بعيد النظر من إدارة البلوغرانا في انتقاء هذه الصفقة لخط هجوم الفريق من ليفربول الإنجليزي ليلعب بجوار كل من ميسي ونيمار لاسيما أن مسيرته الكروية مع النادي بدأت في شهر اكتوبر وتحديدا في مباراة الكلاسيكو بالدور الأول وذلك استجابة لعقوبة الفيفا التي نصت على إيقافه لمدة أربعة أشهر بسبب عقره للاعب كيليني في مباراة المنتخب الإيطالي أثناء مسابقة كاس العالم التي جرت فعالياتها في البرازيل.
ويدرك فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد أهمية هذا المركز وهو ما دفعه لخوض جولة مكثفة من المفاوضات الموسم الماضي للتعاقد مع الكولومبي فالكاو ولكن مانشستر يونايتد حصل عليه على سبيل الإعارة مع امكانية الشراء النهائي بعد ذلك على أمل تقييم اللاعب ولكن يبدو أن تقدم السن للنمر اللاتيني والأداء الذي ظهر عليه لا يشجع الكثير من الأندية على الاهتمام باللاعب الآن في ظل المطالب المادية الكبيرة المطلوبة فيه خاصة أنه لم يشارك في مسابقة كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي مع فريقه موناكو الفرنسي.
وتبدو تحركات ريال مدريد للبحث عن مهاجم صريح منحصرة في عودة الإسباني موراتا إلى صفوف الفريق مرة أخرى وقطع رحلته إلى يوفينتوس الإيطالي لاسيما أن تألق اللاعب في مسابقة دوري الأبطال وهزه لشباك الناي الملكي وبرشلونة في نصف النهائي والمباراة النهائية فتح الطريق كي يطلبه بينيتز الذي سبق له خوض تجربة إيطالية أثناء تدريبه لنابولي ومتابعته للاعب عن قرب.
وأمام الكثير من جولات التفاوض فإن الاهتمام بالتعاقد مع حارس مرمى جديد وإمكانية ضم دي خيا من صفوف مانشستر يونايتد هي الغالبة على تفكير إدارة ريال مدريد تمهيدا لاستبعاد كاسياس من الحسابات الحالية للفريق.
ويخدم ريال مدريد رغبة رئيس النادي في التعاقد مع اسماء كبيرة في خط الهجوم من أجل الاستفادة من ورائهم من الناحية التسويقية وضخ استثمارات جديد لخزينة النادي وهو ما قد يمنح جماهير النادي بعض الأمل بشأن الحصول على نصل حاد لحربة الفريق في مباريات الموسم المقبل.
محمد يوسف - منتدى الرياضة العربية البوابة