يدخل برشلونة إلى مواجهته مع ضيفه رايو فايكانو الأحد المقبل في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم "ليغا" بمعنويات مرتفعة جدّاً، بعد أن نجح الثلاثاء في قلب الطاولة على ميلان الإيطالي والتأهّل إلى الدور رُبع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بالفوز عليه 4-صفر.
وردّ برشلونة بأفضل طريقة ممكنة على مَن اعتبر أنه دخل في دوّامة النتائج السلبية بعد خسارته أمام غريمه الأزلي ريال مدريد على أرضه في إياب الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الملك (1-3) ثمّ خسر أمام النادي الملكي (1-2) في الدور المحلّي، فأضاف هاتين النتيجتين إلى خسارته أمام ميلان في ذهاب الدور ثُمن النهائي من مسابقة دوري الأبطال (صفر-2).
لكن النادي "الكاتالوني" الذي يفتقد مدرّبه تيتو فيلانوفا لوجوده في الولايات المتّحدة من أجل مواصلة العلاج بعد استئصال ورم متجدّد في الغدة اللعابية، انتفض في المرحلة السابقة بفوزه على ديبورتيفو لا كورنيا متذيّل الترتيب 2-صفر، ثمّ صدم ميلان ودكّ شباكه برباعية نظيفة ليواصل مشواره في المسابقة الأوروبية الأم.
وقد ردّ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على مَن اعتبر أنه وصل إلى المرحلة "الانحدارية" من مسيرته الاستثنائية، وذلك عندما عوّض الأداء المخيّب الذي قدّمه أمام ميلان في لقاء الذهاب وقاد فريقه إلى الفوز الكبير إياباً بتسجيله الهدفين الأوّلين، مؤكّداً أنه يستحقّ تماماً الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم للمرّة الرابعة على التوالي لأنه ساهم بشكل أساسي في نهوض النادي "الكاتالوني" من كبوة خسارتيه المتتاليتين أمام غريمه الأزلي ريال مدريد.
وسيسعى برشلونة، الذي سيعرف غداً الجمعة هويّة خصمه في الدور رُبع النهائي من دوري الأبطال، إلى مواصلة زحفه نحو استعادة لقب الدوري من غريمه ريال، الذي نجح في المرحلة السابقة في خطف المركز الثاني من جاره أتلتيكو مدريد، لكن فريق المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو يتخلّف بفارق 13 نقطة عن الـ"بلوغرانا" الذي سيفتقد في مباراة الأحد لاعب وسطه تشافي هرنانديز الذي انتكس مجدّداً في مباراة الثلاثاء بعد أن غاب أيضاً عن مباراتي ريال مدريد وديبورتيفو لا كورونيا.
كما يتواصل غياب الحارس فيكتور فالديس، الذي أوقف لأربع مباريات بسبب تهجّمه على الحكم خلال موقعة "كلاسيكو" الدوري أمام ريال مدريد.
ومن المرجّح أن يبدأ المدرّب المؤقّت جوردي رورا مباراة فايكانو، الذي يحتلّ المركز الثامن لكن بفارق ثلاث نقاط فقط عن ريال سوسييداد صاحب المركز الرابع الأخير المؤهّل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، بإشراك دافيد فيا أساسياً في مركز رأس الحربة ومن خلفه ميسي لأنّ هذه الخطّة أكّدت نجاعتها في مباراة ميلان.
"من خلال وضعنا فيا في مركز رأس الحربة، أردنا أن نشغل قلبي الدفاع (عند ميلان) من أجل منح المزيد من الحرية لميسي"، هذا ما كشفه رورا، الذي أصاب في خياره وحرّر أفضل لاعب في العالم خلافاً لمباراة الذهاب التي شهدت معاناة النجم الأرجنتيني أمام دفاع الفريق الإيطالي.
وقد اعتبر رورا أنّ ردّ فريقه على منتقديه جاء على أرض الملعب من خلال فوزه الساحق والملفت على ميلان، مضيفاً: "تعرّضنا لانتقادات كثيرة، لكن اللاعبين ردّوا على أرض الملعب بأفضل طريقة ممكنة. لم نقدّم أداءً جيّداً في مباراة الذهاب وكانت مهمّتنا صعبة في تعويض خسارة سان سيرو لكن فريقي قدّم مباراة مثالية".
أما صانع الألعاب أندريس إنييستا فقال: "كانت أمسيةً رائعةً ستبقى عالقةً في الأذهان لفترة طويلة. أظهر برشلونة هويّته الحقيقية. كان يتعيّن علينا التحلّي بالصبر أمام فريق أغلق جميع المنافذ إلى المرمى لكنّنا نجحنا في اختراق التحصينات وحالفنا الحظ بتسجيل هدف مبكّر".
وتابع إنييستا: "كانت المباراة مسألة حياة أو موت بالنسبة إلينا وقد بادرنا بالهجوم منذ اللحظة الأولى أملاً في قلب النتيجة في مصلحتنا وهذا ما حصل".
مهمّة سهلة للـ"ميرينغي"
ومن جهته يخوض ريال مدريد مواجهةً سهلةً نسبياً بعد غدٍ السبت على أرضه أمام ريال مايوركا، الذي يقبع في المركز الثامن عشر، وسيسعى فريق مورينيو إلى مواصلة سلسلة انتصاراته وتحقيق فوزه السادس على التوالي منذ خسارته أمام غرناطة (صفر-1) في الثاني من شباط/فبراير من أجل الاحتفاظ بالوصافة التي انتزعها في المرحلة السابقة، مستفيداً من سقوط جاره أتلتيكو مدريد أمام ضيفه ريال سوسييداد (صفر-1).
أتلتيكو مدريد للتعويض
وبدوره، يأمل أتلتيكو مدريد الذي يواجه ريال في نهائي الكأس في 18 أيار/مايو المقبل، أن يستعيد توازنه عندما يحلّ الأحد ضيفاً على أوساسونا الساعي إلى الاقتراب من منطقة الأمان.
سوسييداد يواصل الملاحقة
أما ريال سوسييداد، الذي استفاد من فشل ملقا في تحقيق الفوز في المراحل الثلاث السابقة من أجل أن يصبح على المسافة ذاتها منه، فيأمل المحافظة على سجلّه الخالي من الهزائم للمباراة العاشرة على التوالي، أي منذ خسارته أمام ريال مدريد (3-4) في السادس من كانون الثاني/يناير المقبل، فيلتقي ضيفه بلد الوليد الحادي عشر.
ملقا لتأكيد الصحوة
أما ملقا، المنتشي من تأهّله وفي مشاركته الأولى في دوري الأبطال إلى رُبع النهائي بفوزه أمس الأربعاء على ضيفه بورتو البرتغالي 2-صفر بعد أن خسر لقاء الذهاب صفر-1، فيواجه ضيفه إسبانيول الساعي إلى الاقتراب أكثر من منطقة الأمان.
بقية المباريات
وفي المباريات الأخرى، يلعب غداً الجمعة ديبورتيفو لا كورونيا مع سلتا فيغو في موقعة قاع الترتيب، على أن يلتقي السبت خيتافي مع أتلتيك بلباو في حين تجرى الأحد مباريات فالنسيا مع ريال بيتيس وإشبيلية مع ريال سرقسطة وغرناطة مع ليفانتي.