الأميركية اللاتينية تطغى على الفريق الكتالوني في وجود المدرب الأرجنتيني ومجموعة من اللاعبين الأرجنتيين والبرازيليين.
برشلونة- أصبحت النكهة الأميركية الجنوبية المكون الأساسي في "خلطة" برشلونة الإسباني بعد أن قرر الاعتماد على المدرب الأرجنتيني جيراردو "تاتا" مارتينو للإشراف عليه خلفا لتيتو فيلانوفا الذي اضطر بسبب تدهور وضعه الصحي مجددا إلى ترك منصبه في النادي الكاتالوني.
وسيترقب الجميع ما سيكون عليه الوضع في برشلونة بعد تعاقده مع مارتينو لمدة عامين، خصوصا أن الأخير لا يملك أي خبرة في الملاعب الأوروبية لكنه سيسعى إلى "غزو" إسبانيا والقارة العجوز بالسلاح الأميركي الجنوبي المتمثل في "بلوغرانا" بالنجم الأرجنتيني لونيل ميسي ومواطنه خافيير ماسكيرانو والتشيلي أليكسيس سانشيز والبرازليين داني الفيش وأدريانو والوافد الجديد من سانتوس نيمار.
"لا يمكنني القول بأنني كنت اتوقع هذا الأمر"، هذا ما قاله مارتينو من روزاريو بعد الإعلان عن توصله إلى اتفاق مع برشلونة للإشراف عليه خلفا لفيلانوفا الذي ترك منصبه بسبب تراجع حالته الصحية نتيجة معاناته مع تجدد الورم السرطاني في الغدة اللعابية، مضيفا: "تفاجأت تماما. لا يساورني أي شك بأنه كان لخورخي (والد ميسي) وليونيل تأثيرا في الذي حصل. من المؤكد انه طلب (برشلونة) منهما ابداء رأيهما في المسألة".
وتابع: "إنها فرصة مهنية مهمة جدا وقد أتيحت أمامي في ظروف مؤسفة (مرض فيلانوفا). انا مدين لبرشلونة لانه قرر الاعتماد علي، على طاقمي الفني وعلى عملي"، أملا أن يكون على مستوى الآمال المعقودة عليه وأن يساهم بشكل مؤثر في مسيرة النادي".
ولم يكن التعاقد مع مارتنيو (50 عاما) مفاجئا على الإطلاق إذ طرح اسمه كالمرشح الأوفر حظا لاستلام المنصب منذ أن أعلن رئيس برشلونة ساندرو روسيل الجمعة خبر تنحي فيلانوفا الذي أشرف على النادي الكاتالوني عام 2012 بعد أن رقي من منصب مساعد المدرب الذي شغله ايام جوسيب غوارديولا الذي قاد "بلوغرانا" إلى المجد خلال مواسمه الأربعة معه (14 لقبا).
وسيحل مارتينو في أحد اهم الأندية الأوروبية والعالمية على الإطلاق بعد أن أمضى كامل مشواره كمدرب في الملاعب الأرجنتينية والباراغويانية، وقد توج المدرب الأرجنتيني بلقب الدوري الباراغوياني 4 مرات مع ليبرتاد (3) وسيرو بورتينيو (1)، إضافة إلى لقب الدوري الأرجنتيني الموسم الماضي مع نيولز اولد بويز كما نال على الصعيد الشخصي جائزة افضل مدرب في أميركا الجنوبية لعام 2007 حين كان يشرف على المنتخب الباراغوياني (2006-2011) الذي وصل معه إلى ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 وحل معه وصيفا لبطل كوبا أميركا في الأرجنتين عام 2011.
"هناك فرق تلفت الانظار بشكل باهر من خلال هويتها والكيفية التي تلعب بها. وهناك فرق أخرى قد تعجبك طريقة لعبها لكنها تترك في نفسك شيئا من البغض. وهذا بالضبط ما يحدث مع برشلونة وريال مدريد وينتهي بك الأمر إلى اعلان حبك لبرشلونة"، هذا كان لسان حال مارتينو قبل أشهر دون ان يتخيل حتى أن الظروف ستقف إلى جانبه لكي يصبح مدرب الفريق الذي يحبه.
تأثر مارتينو كثيرا بأسلوب "معلمه" مارسيلو بييلسا الذي كان مدربه في نيولز اولد بويز، وخلال فترة العمل تحت امرته، تعلم مبادىء الانضباط ودراسة الخصوم بأدق التفاصيل والوضوح في نقل المفاهيم للآخرين، وكذلك الميول إلى الهجوم باكبر عدد من اللاعبين.
ويقول مارتينو حول هذه المسألة: "ان المقارنة (مع بييلسا) تشرفني. كنت دائما من المعجبين به، منذ خطواته الأولى كمدرب والتي تزامنت مع آخر مراحلي كلاعب".
لكن مارتينو يختلف عن بييلسا باسلوبه البراغماتي الذي تجسد أيام تدريبه في الباراغواي، وبالتحديد مع ليبرتاد وسيرو بورتينو اللذين صقل فيهما موهبته التدريبية بين عامي 2002 و2007، تمكن من التوفيق بين قناعاته الشخصية والقدرة على التكيف مع خصائص اللاعبين المتاحين لديه والذين كانوا يتميزون باندفاع بدني كبير. وفي وقت لاحق، فعل الشيء نفسه في منتخب الباراغواي.
وفي أحد تعليقاته، افصح عن فلسفته الكروية بالقول "أنا ضد من لديه المقومات للهجوم ولا يهاجم... من لا يملك السبيل لذلك فلا داعي للحكم عليه. ما لن أفعله أبدا هو الانتظار في الخلف. أفضل دائما أن يدافع فريقي بعيدا كل البعد عن مرمانا".
ويبدو ان فلسفة مارتينو تناسب برشلونة تماما فقرر النادي الكاتالوني المراهنة عليه ليصبح رابع مدرب من بلاده يتولى الإشراف على "بلوغرانا" بعد روكي اولسن (1965-1967 وتوج معه بكأس المعارض) وهيلينو هيريرا (اذار/مارس حتى أيار/مايو 1980 وتشرين الثاني/نوفمبر 1980 حتى صيف 1981 وتوج بعه بلقب الكأس المحلية) وسيزار مينوتي (اذار/مارس 1983 حتى صيف 1984 وأحرز معه كأس السوبر الإسبانية).