حسناً فعل محمد صلاح لاعب نادي بازل السويسري، بعدما قرر بشكل نهائي السفر لإسرائيل لمساعدة فريقه على تخطي عقبة مكابي تل أبيب بالدور التمهيدي الثالث لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
الصحفة الإسرائلية كانت قد شنت حملة على اللاعب ظاهرها الهجوم عليه لأنه يرفض التطبيع مع الصهاينة، وباطنها الضغط على صلاح لإرهابه والتأثير على مستواه، الذي سيؤثر حتما على مستوى بازل، فيتحقق الهدف الأكبر بتأهل فريق ماكابي لدور المجوعات الحاسم رفقة أكبر فرق قارة أوروبا.
وتميز صلاح بجرأة وذكاء كبيرين منذ بداية تلك الأزمة، فكانت تصريحاته قليلة لكنها مؤثرة، حتى أنه أعلن أول أمس فقط عن السفر لتل أبيب أي قبل المباراة بـ 48 ساعة فقط، وهو توقيت مثالي جدا، لتفادي مزيدا من الضغط.
وللحقيقة فوسائل الإعلام المصرية لم تمثلا ضغطا على اللاعب، بل على العكس كلها تفهمت أنه لاعبا محترفا وأن عليه مراعاة مستقبله كلاعب محترف، وتمنت له التوفيق والصعود بفريقه في ليلة لن تنساها الجماهير المصرية إن شاء الله.
وبدأ صلاح حملة تصريحات مضادة فيما يشبه الخطة لخلق عبء مضاد على وسائل الإعلام الإسرائيلة ولاعبي مكابي الذين يعرفان قدرات صلاح جيدا.
أولا: وسائل الإعلام..
ـ صلاح أجاد من الناحية السياسية، حينما قال أنه سيزور أراضي فلسطين المحتلة، وليس إسرائيل وهذا سيقابل باستهجان من الصهيانة قد يدفع جماهيرهم للهجوم على اللاعب، وهو ما قد يستغل فيما بعد من جهة بازل وصلاح نفسه لإجبار الاتحاد الأوروبي على معاقبتهم.
ـ فكرة أن يزور اللاعب المسجد الأقصى رائعة جدا ومؤثرة، خاطب بها عقول وقلوب الأشقاء في فلسطين الذين سيتفهموا موقفه دون شك.
ثانيا: الناحية الفنية..
ـ وضع صلاح ضغطا كبيرا على لاعبي ماكابي بالتأكيد على أن هدفه الأول من السفر هو إصراره على خروج الفريق الإسرائيلي بعيدا عن البطولة الأهم في أوروبا، ومنع رفع علم إسرائيل خلال بقية أدوار البطولة الأعلى تنافسية.
يجيد صلاح جدا في المساحات الخالية خلف المدافعين، وهو ما سيتوفر له خلال لقاء الغد لأن ماكابي سيندفع للهجوم لتعويض الهدف الذي تأخر به ذهابا، وهو ما سمينح الفرعون الصغير ميزة إضافية للتألق.
كل الظروف توفرت ليتألق صلاح ويقدم ليلة تسوّد فيها وجوه الصهاينة ونذل فيها الإسرائليين، وهو ما حاربت وسائل الإعلام المصرية من أجله.
ثالثا: من الناحية الدينية
سجدة من محمد صلاح عقب التسجيل باذن الله سيكون تأثيرها أشبه باستعادة الناصر صلاح الدين الأيوبي للقدس منذ مئات السنين.
ـ في النهاية.. أحد الأغبياء قال أن الجميع تجاهل محمد النني زميل صلاح في بازل، أثناء تغطية تلك الأزمة وأن الأمر متعمد وبه تقليل من شأن اللاعب.
التركيز على صلاح من جانب كل وسائل الإعلام ـ ونحن من بينها ـ جاء انطلاقا من كون الجناح الطائر هو الأهم في تشكيلة بازل وأن غيابه سيكون الأكثر تأثيرا حتى بين جميع لاعبي الفريق الآخرين وليس النني فقط، ولأن الجميع ناقش الأمر باحترافية بعيدا عن المزايدات و"أنا أول واحد كتبت".
كذب نفس الأقرع حينما قال أن وسائل الإعلان تجاهلت اختيار محمد النني ضمن فريق أسبوع الدوري السويسري، وهذا رابط الخبر على يوروسبورت مصرية.. مليتوا البلد
.