أوقعت قرعة الدور التمهيدي الثالث لدوري أبطال أوروبا فريق بازل السويسري في مواجهة مرتقبة ومتوقعة بنسبة كبيرة "جداً" مع مكابي تل أبيب الإسرائيلي، وبفرمان من اليوفا وقع الثنائي المصري المحترف في بازل محمد صلاح ومحمد النني في المحظور.
والمحظور هنا كما يمثل للمصريين والعرب بشكل عام هو عدم الذهاب لإسرائيل أيٍ كان السبب، وعدم اللعب في إسرائيل حتى لو كانت البطولة هى دوري أبطال أوروبا، فأي لاعب عربي أو بالأخص مصري سيسافر إلى إسرائيل ويختم على "جواز سفره" ختم الصهاينة ويقوم باللعب في تل أبيب سيضطر لمواجهة "حرب" ضخمة وخطيرة من العالم العربي بكافة طوائفه وسيدخل ربما في تهديدات وخلافات ومهاترات ستؤثر على مستقبله الكروي وحياته الشخصية ولما لا يقرر اعتزال كرة القدم نهائياً.
بالطبع هو أصعب قرار سيواجه الثنائي المصري في مشوارهم الكروي، لاسيما أنه سواء كان القرار بالموافقة على السفر إلى إسرائيل أو الرفض ففي كلتا الحالتين سيخسر الإثنين خسائر فادحة، ومثل ما تحدثنا في البداية عن العواقب المترتبة على قرار الموافقة، فقد تكون العواقب المترتبة على الرفض أسوأ حيث سيتعرض الثنائي لعقوبة كبيرة من ناديهم الحالي بازل إلى جانب نظرة العنصرية التي سينظرها البعض سواء من اللاعبين أو الجماهير أو حتى المدربين لثنائي الفراعنة مما قد يؤدي إلى انتهاء مشوراهم الاحترافي وقتل أحلامهم وطموحاتهم الأوروبية التي كانت كبيرة في وقت سابق.
ولكن.. رغم صعوبة القرار إلا أن هناك 4 مواقف تاريخية ستكون بمثابة السهام القاتلة التي ستوجه مباشرة نحو هذا الثنائي في حالة الموافقة على لعب مباراة الإياب في إسرائيل وهم:
الموقف الأول:
هو موقف الدولي المغربي مروان الشماخ مهاجم فريق آرسنال الإنكليزي، فالشماخ عندما كان لاعباً في بوردو الفرنسي ووقع الفريق في مجموعة واحدة مع فريق مكابي حيفا الإسرائيلي، استشاط غضباً وعبر عنه بكل قوة أثناء لقاء الفريقين في فرنسا عندما قام بالتعدي على المدافع الصهويني ديكيل كينان في لقطة عنيفة أمام أعين الجميع إلا أن عدم رؤية الحكم للواقعة أبقت الشماخ على أرض الملعب ولكن عدسات الكاميرات أظهرت عنف اللاعب المغربي تجاه هذا الإسرائيلي، ولكن الأبرز بعد ذلك كان في لقاء العودة بين الفريقين القرر إقامته في إسرائيل وهو ما رفضه الشماخ جملةً وتفصيلاً وقرر عدم الذهاب إلى إسرائيل وعدم خوض اللقاء ومن حسن حظ اللاعب أن النادي الفرنسي قد ضمن تأهله إلى دور الـ16 من البطولة وما جعل لوران بلان المدير الفني لبوردو في ذلك الوقت إعلانه إراحة بعض اللاعبين المهمين في الفريق في هذه المواجهة نظراً لضمان تأهل النادي الفرنسي رسمياً للدور التالي، وهو الموقف الذي احترمته العديد من الجماهير العربية بل وتم تكريم اللاعب من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على هذا الموقف الشجاع والذي كان من الممكن أن يهدد مستقبل المهاجم المغربي في الملاعب الأوروبية.
الموقف الثاني:
هو موقف المهاجم الإيراني أشكان ديجاجاه لاعب نادي فولهام الإنكليزي الحالي، فديجاجاه كان لاعباً في منتخب ألمانيا تحت 17 عام وحتى منتخب تحت 21 عاماً حيث أن اللاعب يمتلك الجنسية الألمانية رغم أنه ولد من عائلة إيرانية في الأساس، وضمن تصفيات أوروبا تحت 21 عاماً رفض المهاجم صاحب الـ27 عاماً اللعب مع المنتخب الألماني أمام نظيره الإسرائيلي في تل أبيب وأعلن قراره بعدم الذهاب إلى هناك معلقاً الأسباب أنها عائلية بحتة، وقوبل اللاعب بهجوم شرس من وسائل الإعلام الألمانية والصهونية ومن اليهود المقيمن في ألمانيا الذين طالبوا بشطب اللاعب من المنتخب الألماني نهائياً، ولكن بعد أن جلس ديجاجاه مع رئيس الاتحاد الألماني وأخبره بموقفه وأن قراره جاء بسبب تقاليد عائلته حيث أنه لن يستطع زيارة عائلته في إيران في حالة موافقة على الذهاب إلى إسرائيل وختم جواز سفره بختم الصهاينة إلى جانب الخلافات السياسية والكراهية الكبيرة التي تمتع بها إسرائيل في إيران وهو ما احترمه الرئيس الألماني وقرر التراجع عن قرار شطبه ومن ثم التحق المهاجم بمنتخب إيران الأول في 2012.
الموقف الثالث:
هو موقف ثنائي متمثل في إيدين هازارد نجم تشيلسي الإنكليزي وأبو ديابي نجم الآرسنال الإنكيلزي، فالثنائي كانا من أبرز اللاعبين الذين تقدموا بطلب من الاتحاد الأوروبي بعدم إقامة بطولة أمم أوروبا تحت 21 عاماً في إسرائيل نظراً لما تمارسه من أعمال عنف ودموية ضدج الشعب العربي الفلسطيني، وقوبل هازارد بالتحديد بموجة غضب من اليهود والصهاينة الذين قاموا بتهديد اللاعب وترويعه بسبب تصريحاته العدائية ضد إسرائيل، ولكن النجم البلجيكي ثبت على موقفه وأكد رفضه القاطع إقامة البطولة في إسرائيل معلاً أن هذا سيكون بمثابة المكافأة على الأعمال الوحشية التي يقومون بها ضد الفلسطينين.
الموقف الرابع:
عنصرية الشعب الإسرائيلي، فهناك أكثر من واقعة عنصرية داخل الدوري الإسرائيلي ربما كان أبرزها ضد اللاعب الكاميروني دجيمبا دجيمبا الذي لعب من قبل في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي، فلون بشرة اللاعب السمراء كان سبباً رئيسياً فتعرضه لهتافات عنصرية من الجماهير الإسرائيلية وتشبيهه بـ"القرد" وإلقاء عليه "الموز"، فماذا إذا وافق الثنائي المصري على الذهاب إلى إسرائيل وتعرضا لمثل هذه العنصرية سواء لأنهم مصريين أو مسلميين أو حتى بسبب "السمار المصري"؟ فماذا سيحدث وكيف سيتصرف ثنائي الفراعنة في تلك الواقعة؟ وكيف ستكون ردة الفعل العربية والمصرية بالتحديد على العنصرية الإسرائيلية؟
قرار ولا أصعب لهذا الثنائي الذي مازال في بداية مشواره الاحترافي الكروي وكان يمني النفس بطموحات وأحلام كبيرة وكثيرة ربما تضيع هباءاً بسبب هذا القرار وهذه الأزمة...
الموضوعالأصلي :
4 مواقف "قاتلة" لإعلان الحرب على الثنائي المصري المصدر :
منتدى الرياضة العربية البوابة الكاتب:Admin