تواجه كرة القدم الإسبانية فترة عصيبة للارتداد بعد انهيار قطبيها ريال مدريد وبرشلونة أوروبياً هذا الأسبوع في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.
فقد خسر ريال مدريد 1-4 أمام مضيفه الألماني بوروسيا دورتموند مساء أمس الأربعاء في ذهاب المربع الذهبي الأوروبي بعد يوم واحد من سحق برشلونة صفر-4 على يد مضيفه الألماني المذهل بايرن ميونيخ في المنافسات نفسها.
ولن تبدأ فترة الارتداد بشكل جدي قبل مباراتي العودة بقبل نهائي دوري الأبطال الأسبوع المقبل، ولكن النهائي الإسباني الخالص الذي كان إعلام البلاد مقتنعاً به أصبح بعيد المنال للغاية الآن.
إنها في الواقع حالة واضحة للتجربة المكررة.
فقد حدث أمراً مشابهاً في الموسم الماضي، عندما توقعت غالبية وسائل الإعلام الإسبانية لقاء ريال مدريد مع برشلونة في نهائي دوري الأبطال. ولكن كلا الفريقين لم يصلا إلى النهائي لخروجهما من المربع الذهبي للبطولة على يد بايرن ميونيخ وتشيلسي الإنكليزي على الترتيب.
وعلقت محطة "راديو ماركا" الإذاعية على الأمر اليوم الخميس قائلة: "ربما لا تكون الكرة الإسبانية بمستوى القوة الذي كنا نعتقده.. ولكن الأمر الواضح تماماً هو أن الفرق الألمانية ازدادت قوة عبر العام في الوقت الذي يعاني فيه عملاقا الكرة الإسبانية من الركود".
وركزت قطاعات كبيرة من الإعلام الإسباني اليوم الخميس على أن ريال مدريد وبرشلونة أثبتا أنهما أقل مستوى بكثير من الفرق الألمانية على المستوى البدني فقد كان الإسبان: ضعفاء في الالتحامات وبطيئين في الانطلاقات وقوة احتمالهم متواضعة في الشوط الثاني.
وربما يصبح هذا الموسم الثالث على التوالي الذي يودع فيه ريال مدريد منافسات دوري الأبطال من الدور قبل النهائي. وقد واجه الفريق انتقادات شديدة اليوم بعدما بدا غير مبالي في الدفاع وثقيل الحركة في خط الوسط ومتبلد الذهن في الهجوم أمس.
وأشارت صحيفة "إل بايس" إلى أن الهزيمة بنتيجة 1-4 "ربما تكون حتى جاملت ريال مدريد، فقد كان دورتموند متفوقاً تماماً وخلق لنفسه العديد من فرص التهديف".
وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "ماركا" المدريدية: "كارثة حقيقية لريال مدريد" بينما اختارت صحيفة "آس" عنواناً أكثر تفاؤلاً بقولها: "العملية 3-صفر" في إشارة إلى النتيجة التي يحتاج ريال مدريد لتحقيقها في مباراة العودة لكي يضمن التأهل للنهائي.
ولم تستطع صحيفتا "موندو ديبورتيفو" و"سبورت" الكاتالونيتان مقاومة إغراء التهكم على ريال مدريد بعد 24 ساعة فقط من سخرية صحافة العاصمة الإسبانية من هزيمة برشلونة في ميونيخ.
وجاء العنوان الرئيسي لموندو ديبورتيفو: "هزيمة كاملة في دورتموند". بينما أظهر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة بموقعها على الإنترنت أن 76% من قرائها يتوقعون، أو ربما يأملون، عدم وصول ريال مدريد للنهائي الأوروبي.
من جانبه، صرح البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد عقب المباراة قائلاً: "لقد فاز الفريق الأفضل، فقد كانوا أقوى مننا على المستويين الفردي والجماعي واستحقوا الفوز".
وأضاف مورينيو: "لقد تفوقوا في جميع المواجهات الفردية خلال المباراة، ولعبوا بوتيرة أفضل منا. لقد قدموا عرضاً متكاملاً ولم نتمكن من الرد سواء فردياً أو جماعياً".
وحاول مورينيو إنهاء تصريحاته بنبرة تفاؤلية حيث قال: "هذه النتيجة يمكن قلبها. فلا يوجد شيء مستحيل في كرة القدم".
وانتقدت بعض وسائل الإعلام إصرار مورينيو على الدفع بالحارس دييغو لوبيز بدلاً من إعادة حارس منتخب إسبانيا إيكر كاسياس لمكانه الأساسي، وذلك بعد استعادة هذا الأخير لياقته البدنية بشكل كامل بعد ابتعاده عن الملاعب طيلة شهرين بسبب الإصابة بكسر في أحد أصابعه.
وقال مدافع ريال مدريد المخضرم سيرخيو راموس: "كنا مقصرين للغاية الليلة، بداية مني شخصياً. كانوا أفضل منا بكثير. ولكننا علينا أن نتحلى بالثقة في قدرتنا على تغيير هذه النتيجة في مباراة العودة، رغم صعوبة هذا الأمر دائماً أمام الفرق الألمانية".
واختتم راموس حديثه بالإشارة إلى حاجة فريقه الآن إلى فترة ارتداد وقال: "علينا جميعاً أن نصدر رد فعل قوي تجاه هذا الأمر، كل فرد بيننا. علينا استخراج نتائج من هذه الهزيمة".